الحالة :
من قاع الإحباط , ومن ظلمة التهميش تتعالى آهات الملايين من الشباب الرازح تحت وطأت القفر والبطالة...عندما تُصَدُ في وجوههم الأبواب, كل الأبواب, عندما يعرض المستقبل عنهم ..عندما تطردهم الحياة ويتنكر لهم المجتمع ..
هو الحل عند الغالبية...ليس حلا للمشكلات وإنما هو الحل للعقل الواعي المدرك اليقض, إنه الحل المتحلل الذي يحلل يقايا الوعي ويذيبها في رحيق أشبه بالعلقم لكنه أرحم, إنها فضاءات اللاوعي و اللاإدراك الواسعة التي تسع الهموم والطوحات جميعا..
ذلك أن عقل الشاب الواعي والمثقف سيعجز عن فهم وتفسير الحياة من حوله بالمنطق وحتى باللامنطق , سوف يعجز ثم يعجز ثم.. وفي خاتمة المطاف تصاب خلايا دماغه بعقدة تجاه كل ما هو منطقي في هذه الحياة, تجاه المفروض والمستحسن ...
يساوره الشك دائما كلما قابله القبيح والحسن وكأنما تلاشت الفروقات وذوت الملامح في مجاري الحياة التي لا ترحم وتصرف كل الأشياء مهما اختلفت إلى نهاية واحدة...
- الأغنية :
يجب أن لاننسى تلك الفترة السوداء من تاريخ البلد (الجزائر) حيث انضاف إلى سلة الهموم الثقيلة فتنة عمياء صعب على العالم في الخارج فهمها وتصور فظاعتها, فما بالك بمن عايشها وذاق مرارتها في الداخل ...الفقر , البطالة , التهميش , والظلم جميعا كأنها لاتكفي لتطل أشباح الموت والغدر والقتل والاعتقال والتعذيب والاغتيال والرعب .... وهل هناك ماهو أسوء من ذلك كله ؟؟ ....أجل ...
بربك جد لي من المسوغات ما استطعت تبيح لعقلي تقبل استهدافك لا لشيئ إلا لكونك شابا .. تغدو مطاردا أين ماكنت حللت ام ارتحلت وفي الحافلة, وأنت عائد إلى والدتك الثكلى ينصب بينك وبينها حاجز مزيف ولأنك شاب لست متهما بل أنت التهمة,.. تُجَر إلى قارعة الممر ثم بعد التكبير تُنحر كما تنحر الأنعام.. .! .! .!
هي الفتنة العمياء خلطت ما كان في الأصل مبعثرًا ...
والشاب المثقف, العاري والجائع والمتشرد, مات إحساسه من شدة الخوف فلم يعد يخشى شيئا يجلس عند شاطئ البحر يرقب الضفة الأخرى حيث العالم الآخر بكل مافيه, تجسدت الأحلام في صخور شاطئه وتوالدت الآمال بعدد حصى رمله أو هكذا يخيل إليه ,
برغم كل ما مر عليها لاتزال تلك النفس النابضة تحلم....
- النهاية :
وفي الختام, أن تتواجد وسط التحديات ليس مهما بقدر وجود التحديات ذاتها بداخلك أنت, تحدي لوحده يعتبر إنجازا , فمواجهة تناقضات الواقع بعقل واع يقظ بدلا من الهروب إلى مغارات اللاوعي هي شجاعة كبيرة تستحق لأجلها التقدير والإحترام...ولأن الحياة تمر, سريعة كانت أم بطيئة, فالمعركة في النهاية معركة وقت, الظافر فيها من كان أكثر صبرا وجلدا..أعتقد أن تاريخ تحديات الشباب الجزائري لاتختلف كثير عن بقية الشباب العربي, خصوصا في العراق وفلسطين...